الخميس، 24 مارس 2011

ثقافة الاستغباء


عجيب أمر الناس: من يحتقر عقولهم ويراهم عصاةً , فسقة (عوامَ) لا يفهمون الدين ولا يفقهون شيئاً , وأنه وحده العارف الفاضل التقي كيف يتهافتون حوله ويرددون سخفه!.

ومن يحترم عقولهم ويدعوهم لامتثال أمر الله لهم بالتفكر والتأمل والتدبر والنظر وأداتها العقل وهي أسمى معاني إنسانيتهم يتجاهلون قوله وينظرون له بعين الريبة كأنما دعاهم لشيء فوق طاقتهم وليس بوسعهم وما هذا الشعور إلا بسبب انتشار ثقافة الاستغباء والتحقير للذوات حتى استمرأه من جهل قدر نفسه!.

وما الناس في ميزان الشريعة إلا سواسية , لا خاصة ولا عامة
فكما أن الله ساوى بيننا في التكاليف والجزاء فنحن كذلك سواء في الوصول للحق ومعرفته لا مزية لأحد على أحد
فالآمر واحد والمكلف واحد

وما هذه المناصب الدينية المختلقة: إلا صنيعة سلاطين الجور ليحولوا بين الناس وبين فهم دينهم الذي أبسط ما يدعو اليه هو تحررهم من تسلطهم وجورهم!

حتى أضحى بعض ضعاف العقول من الناس وإن طالت لحاهم وقصرت مدارك عقولهم , عند المدلهمات كالغنم المطيرة تنتظر كهانها وعرافيها حتى تخبرها بخبر السماء!

فكأن القرآن الكريم لم يختم بــ(اليوم أكملت لكم دينكم)
وكأن الوحي لم يأتِ (تبياناً لكل شيء)
وكأن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم لم يتركنا (على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك)

عندما نتكلم عن الدين باعتباره للناس جميعا لا خواص وعوام فإنما نقصد الكليات القطعيات التي عليها استقامة حال دين الناس ودنياهم وعليها مدار أمورهم وبها صلاح أحوالهم

أما الجزئيات الظنيات فهذه محل أخذ ورد وتتفاوت فيها الأفهام وتتنوع فيها مستويات قوة الحجج وهي من علامات سماحة الدين ويسره وأمر الناس فيها واسع لا ضيق ولا حرج.

وهي متغيرةٌ متنوعة بتغير الزمان والمكان والأحوال فلا يلزمنا أحد فيها بشيء الا ما وافق النقل الصريح والعقل الصحيح وإليهما يرد كل شيء.

أيها المُصدّر لدين الله باعتبار حقوق الملكية الفكرية خاصةٌ بك وبجماعتك وفكرك وبقية الناس في ضلال وبدعة وفسق وكفر .....

انتهى زمن الاستغباء

لابد على الناس إن أرادوا الوصول للحقيقة أن يطرقوا أبوابها ويتقنوا استخدام أدواتها ولا يرتضوا بالأفكار المعلبة وقوائم المحرمات والواجبات الجاهزة فلا نظر ولا تدبر ولا تساؤل والملة مبناها على التعقل (أفلا يعقلون) وحاشاها من الإكراه الفكري (لا إكراه في الدين).

إن التشديد على الناس وجعل الأمة كافةً في حرج من أمرها والمساواة بين ما تعم به البلوى وما يُفتى فيه احتياطاً
مهزلةٌ فكرية نعيشها في العصر الجديد

إن مساواة واقعٍٍ في قمة الحداثة والتقدم وإسقاط فتاوى وأحكام صدرت من أناس نحترم آراءهم لواقع في قمة البداوة والبساطة
مهزلةٌ فكرية نعيشها في العصر الجديد

إن شرعنة واقع مستبد وتطويقه بالنصوص الشرعية محرفة المعنى في ظل واقع عالمي تتطلع شعوبه للحرية والعدل وتؤمن بحقوق الإنسان وتتداعى لنصرها
مهزلةٌ فكرية نعيشها في العصر الجديد

وهو أمر ينفّر الناس من الدين الحق ويجعلهم في خصومةٍ حضاريه معه والعدو الحقيقي لهم : هي فهوم أولئك الرجعيين المتخلفين بقايا عصور الظلام والانحطاط!

بإمكانك سيدي العالم أن تلغي كلامي كله وتجعل بينه وبين الناس حاجزاً بجرة قلم في فتوى عمياء البصر والبصيرة لكن ! من سيحجب شموس الحقيقة التي ستعري ظلامك!

إن كلمة الحق المتوهجة حين نطلقها فإنها تخترق صمت الأجواء لتصبح مسؤوليةً لكل حر لامست في قلبه كوامن تشغل تفكيره منذ زمن وتتحرك فيه ويتمنى التعبير عنها.

سعد بن ثقل العجمي
25/3/2011 مـ

الأربعاء، 16 مارس 2011

بعد الانقطاع

بسم الله

سنستأنف بإذن الله الكتابة هنا بعد انقطاعٍ دام ثلاث سنوات

مع الاستمرار بالتغريد في تويتر على حساب @abu_sul6an85

وما لا تتسع له الــ 140 حرفاً هناك , نبسطه هنا

والعبرة ليست بالحروف وأعدادها إنما بما يستنهض الأمة ويحررها وهو قريب !

16/3/2011

الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

تحيا مصر يا باشا

تحيا مصر يا باشا

سعد بن ثقل العجمي

وأنا أتنقل الأسبوع الماضي بين وزارة الخارجية والسفارة المصرية والتعليم العالي لأستكمل طلبات التقديم للماجستير في مصر ـ وقد انتهيت منها والحمد لله ـ عندما دخلت للسفارة المصرية انتابتني نشوة فرح , وشممت رائحة النيل , وتذكرت كبرياء الأهرامات فقلت: وقد اختلط في قلبي : التفاؤل بالمستقبل الجميل والحب العارم لمصر , كيف لا , وهي أم الدنيا وأبوها .

استحضرت في هذه الحالة الروحانية فعل مصر العجيب بكل من يزورها ويقيم فيها وما تبقيه في قلبه من أثر لا يزول مع تنوع تنقله وترحله من بلد إلى آخر , استحضرت أولئك العظماء الذين زاروها وهم يحملون فكراً ما فما إن وصلوها وسكروا بنيلها حتى سرى فيهم سحرها الحلال , فانقلبت قلوبهم غير التي كانت , وتبدلت آراؤهم من قديمٍ منغلق إلى جديد منفتح , ورأوا من مباهج الدنيا فيها ما تطيب به الحياة على علاتها ....! .

أستقبل في قادم أيامي انتقالةً أحسبها مهمةً في حياتي البسيطة ...! , أستقبلها بروحٍ جديدة , و تغييراتٍ لابد أن تكون موافقة لهذه الانتقاله , فدوام الحال من المحال , وكلما توسعت مدارك الأشخاص , واتسعت رؤاهم , وتنوعت مصادر إطلاعهم كان ذلك الأمر مظنة تطور العقل , وتقدم الفهم , وإعادة النظر في كثير من الآراء التي كان يرتئيها الشخص , والنظر بعين الفاحص الناقد , لكل ما تلقاه في بداياته .

إن الجمود على ما نرتئيه من رأي , والنظر لآراء من نجلهم نظرةً ملائكية أو نعتقد ـ وإن لم نعلم هذا عن أنفسنا ـ أن آراءهم معصومة فالقول عندنا ما قالت حذامينا....! .

إن مثل هذا الفكر القائم على التقليد الغبي , وتقديس المقلـَديهم من علماء مشكوك في مصداقيتهم ! لا تستقيم عليه ملة و لا تقوم على مثله أمة ولا ترتقي في أفكارها وآرائها بل ستتقلب من حضيض في حضيض! .

لحظة... ! نسيت أن أقول ماذا قلت عندما دخلت السفارة المصرية : اقرأ العنوان فهو ما قلته!

((قال الزمان))

لا يعرف الرجل خطأ معلمه , حتى يجالس غيره

((لحن الجمال))

إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ

فيما تحدث : أن العز في النُّقَلِ

((بين قوسين))

(الفقهاء أمناء الرسل , فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم) جعفر الصادق عليه السلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

24/8/2008

السبت، 16 أغسطس 2008

وتخرجنا

سعد بن ثقل العجمي

لذة النجاح , لا تعدلها لذة خصوصاً إذا أتت بعد تعب وجهد ومكافحة ومثابرة .

اسألوا المبدعين و الناجحين هل من بقية لتعبهم بعدما فازوا بمرادهم , كلها تزول وتضمحل مع أول بشرى للنجاح .

لقد يسر الله لي بفضله وكرمه أن أتخرج من الجامعة قبل أيامٍ قلائل , بعد سنواتٍ مرت كلمح البصر....! . يا الله والله إني لأتذكر الآن أول محاضرة لي في الكلية بل وأتذكر جميع تفاصيلها الصغيرة , قد يكون بسبب حبي لها , فقد كانت محاضرة لشيخي وأستاذي د/حاكم المطيري وكانت المادة السيرة النبوية , لازلت أتذكر الطلبة وهم يدخلون إلى المادة لا يرون في الدنيا أكثر أخطاء من د/حاكم وما هي إلا بضع محاضرات... ويخرجون منها وهم يقولون : سحرنا حاكم سحرنا حاكم....! , أذكر أن بعض الطلبة كان يسألني بحكم قربي من الشيخ حاكم فيقول: هل الشيخ قد درس فلسفة ومنطق وأساليب الإقناع....!! فقلت له بعد أن ابتسمت : لا يا صاحبي قد يكون درس بعض هذه العلوم لكن ما تجده في نفسك إنما هو أثر الحجة وصدمة البرهان القوي الذي يزعزع ما وجدت عليه أشياخك من قبل .

لقد مرت سنوات الدراسة وقد تشرفنا فيها بمعرفة خيار الطلبة في الكلية من أمثال حفيد الأشياخ المجاهدين وبقية المبدعين المثابرين من جمع إلى العلم الشرعي الشريف معرفةً واسعة بواقعه واطلاعا شاملاً على علوم عصره إنه الصديق العزيز نزار بن الدكتور عبدالباري بن الشيخ العلامة ممثل علماء سوريا في مجلس الشعب محمد علي مشعل متع الله المسلمين بحياته.

لازلت أذكر تأسيس أخي نزار وأنا للجبهة المضادة المقاومة للعقول المقلدة المتشددة في كلية الشريعة وتلك الحروب النقاشية التي كنا نخوضها داخل وخارج المحاضرات , وكم تلقينا بعدها من سيول الإشاعات والقيل والقال التي كنا نقابلها بالضحك والتندر عندما يذكر كل منا لصاحبه ما قيل عن الآخر في جلساتنا المتفرقة في المقهى الأمريكي في المنطقة الحرة.

لا شك أن الذكريات تتوالى علي وبالتأكيد لن يسعها هذا المقال ولا غيره .. فتأسيسنا للقائمة العلمية في كلية الشريعة وما زرعناه فيها من فكرٍ متحرر يأبى الإنقياد وراء آراء الرجال وتقديس أصحابها , وما حصل لنا من مواقف بسبب هذا الإنقلاب الطلابي على السائد المشهور في الكلية من الصعب الحديث عنه في هذه العجالة .

يزول التعب وتذهب المشقات وتبقى فرحة الإنجاز ولذة النجاح وأجمل الذكريات.

((قال الزمان))

إذا أردت أن تكون ناجحا فإنه يجب عليك أن تخالط أشخاصاً ناجحين

((لحن الجمال))

وإذا كانت النفــــــــــوس كبــــــارا

تعبت فـــــــي مرادها الأجسامُ

((بين قوسين))

(إن السعادة تكمن في متعة الإنجاز ونشوة المجهود المبدع( روزفلت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

www.rabeakazema.com

alajmi85@yahoo.com

http://rabeakazema.blogspot.com/

السبت، 2 أغسطس 2008

القميص الخالد

القميص الخالد

من المقرر شرعاً : أن القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه , ولا يمكن الإدعاء أن هناك تفسيراً واحداً حوى جميع أسراره واحتوى كل دلائل ألفاظه ومعانيه , فتراه مع تغير الأزمان وتطور العقل و الأفهام يواكبها ولا يناقضها , وهو العدل المطلق لمن شاء العدالة في سياسته , والحق المطلق لمن أراد الهدى.

وأنا أتأمل في هذا السفر الخالد وفي سورة يوسف بالتحديد انقدح في ذهني وتكشف أمامي معنىً لطيف لم أكن قد قرأته في كتاب أو سمعت به من قبل , هذا المعنى يرتبط بقصة يوسف وأحواله وثباته مع تغيرها.

قميص يوسف : في أول أمره عندما اجتمع إخوته عليهم السلام , وأرادوا التخلص منه فادعوا أكل الذئب له , وكان قميصه هو دليلهم على موته (وأتوا على قميصه! بدمٍ كذبٍ.....) وكذلك كان القميص دليلاً عليهم حيث أتوا به ملطخا بالدم غير ممزق , وأنى لهذا الذئب المسكين أن ينزع القميص من يوسف ويأكله (أي أتكيت هذا لدى الذئب..!).

ويتبدل الحال , ويكتب الله ليوسف النجاة من البئر ويعيش عند رئيس وزراء مصر , فتطمع فيه سيدة مصر الأولى , ويا لطمع هذه الفئة ! فتعجب بجماله الآسر, وتريده لنفسها , فتحكم إغلاق الأبواب وتمكنه من نفسها ورئيس الوزراء بالطبع لن يرض بزوجة إلا أن تكون أجمل نساء عصرها ! , وهنا في هذا الجو المحموم بالشهوة والرغبة ! والاعتصام والتعفف يبرز لنا القميص من جديد ويكون دليلاً ليوسف مرة أخرى على براءته من اتهام زوجة العزيز له بخيانته (وإن كان قميصه ! قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين).

وفي ختام المطاف وقبيل إسدال الستارة عل هذه القصة العظيمة المليئة بالصبر والتعفف والطموح , فمن ظلم الإخوان وجورهم , إلى رغبة زوجة العزيز وكيدها , إلى السجن ووحشته إلى تولي الحكم.

هنا يبدو لنا هذا القميص الخالد ويكون ثالثة الأثافي فيشفي بإذن الله عمى أبيه يعقوب ويقودهم إلى حيث تحقيق وعد رؤياه الصادقة (ارجعوا بقميصي!! هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً...)

فيا لله ما أعظم هذا القميص وأعظم منه لابسه عليه السلام , غفر الله لنا زلاتنا وألهمنا فتوح العارفين.

***

قال الزمان

من عفا ساد ومن حلم عظم

لحن الجمال

في يميني (قميص يوسف) فكرٌ

تبصر العزَّ منه عينُ الذليلِ

بين قوسين

(الحياة إما أن تكون مغامرة جرئيه ... أو لا شيء ) هيلين كيلر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سعد بن ثقل العجمي

3/8/2008

Alajmi85@yahoo.com

www.rabeakazema.com

http://rabeakazema.blogspot.com/

الأحد، 27 يوليو 2008

مارتن لوثر عربي!



مارتن لوثر عربي!







لا جدال في أن للعرب وخاصة العرب الأندلسيين فضلاً على الحضارة الأوروبية وما وصلت إليه من رقي وتقدم في جوانب الحياة المتعددة , حيث كان لهم قصب السبق والإبداع في العلوم التجريبية والمخترعات البسيطة بالنسبة لما نحن عليه اليوم , والعظيمة بالنسبة لعصرها ....لكن !



هل يعني هذا أن الأوروبيين العظماء بناة النهضة هم مجموعة من المقلدة الذين اكتفوا بإنجازات المسلمين فنحتوها نحتاً ,ونسخوها كما هي , حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه ؟



الجواب بالتأكيد لا , بل إنهم قاموا بخلقها مرة أخرى وبعثوا فيها الروح من جديد , حتى غدت شيئاً آخر غير الذي كانت عليه , فاستحقوا بذلك أن يأخذوا على نهضتهم وما أنجزوه براءة اختراع .



ليصمت ! أفيون الأمم , مخدروا الشعوب , أفلا يكفي أن هذه الشعوب شعوب كسلى بالفطرة ,تركن للخلود إلى الدعة والراحة , أفيزيدونها أوهاماً على أوهامها بتعليقها بماضٍ لم يكن لهم يدٌ في صياغته على الوجه الذي كان عليه.



إنك لتستغرب وحقك الاستغراب من واقع كثير من الماضويين..! الذين انشغلوا بنسبة إنجازات غيرهم من الأمم المثابرة العاملة وما تصل إليه من تقدم إلى أنفسهم..! , فالطب طب ابن سينا , والرياضيات رياضيات الخوارزمي , والجراحة للزهراوي , ولم يبق إلا أن يقال أن حركة الإصلاح الديني التي هي في الحقيقة السر وراء النهضة الأوروبية , لأن تحرير العقول والثورة على الجمود هو الخطوة الأولى والأساس في كل تطور وتقدم , لم يبق إلا أن يقال أن مارتن لوثر عربي مسلم ونحن سبب هذا الإصلاح !



الإشكال أن هؤلاء الماضويين ..! أشغلوا أنفسهم والناس بالأسف والأسى والحزن من تذكرهم لماضيهم فانشغلوا بما لا طائل منه ولا فائدة , سوى التمني ووعد النفس خداعا بإعادة الأمجاد الغابرة وهيهات عودها!



إن الواجب على ذي الرأي الحصيف إن شاء أن ينهض بنفسه , وبأمته ويرتقي بهما إلى حيث مناخ ركائب الهمم , ومحط عزائم الرجال أن ينظر إلى الماضي نظرة الناقد الفاحص يأخذ منه ما فيه موافقة لواقعه , فالتاريخ يعيد نفسه فيستفيد مما انتقاه واستفاد منه , فيعطف الماضي على الحاضر , ويبني بهما المستقبل .



قال الزمان



الرجل من قال أنا لا من قال أبي



لحن الجمال



لا بقومي شرفت بل شرفوا بي


وبنفسي فخرت لا بجــــــدودي



بين قوسين



(لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً) مارتن لوثر


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



سعد بن ثقل العجمي



27/7/2008


www.rabeakazema.com


alajmi85@yahoo.com



أن تؤمن بك

أن تؤمن بك

حين يتعلم الإنسان يزداد قوة فيزداد فكره ويجوهر أدبه فيتأثر بكل ما حوله خصوصاً

بالتدريب والتوجيه فكل انسان يخضع للتربية والتوجيه , والنقد من الأمور الأساسية

الحياتية التي نحتاج اليها لكن !..

كثيرون هم أعداء النجاح حولنا , من المحبّطين والمخذلين , تراهم إذا ما رأوا مبدعاً قد تفرد بموهبته عن أقرانه , أو تسامعوا بشخصٍٍ جريء القلب لا يدع ميداناً من ميادين المنافسة إلا ويضرب فيه بسهم , متغافلاً عن قول كل لائم و وعاذل , غير مبالٍ بأي عثرة تصادفه في طريقه , بل العثرات والمصاعب هي سر اتقاد عزيمته , وتوثب همته , وقد قيل قديماً : الضربة التي لا تقتلك تقويك .

فالمنافسة في ميادين شتى أمر مشروع والنقد لنوعيات العمل بين المتنافسين أمر مشروع أيضاً ومحبب للنفس ..(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وهو حق مكتسب ومشروع لكل فرد يجد في نفسه حق النقد ومؤهل لهذا لكن...

أن ترى أولئك المنتقدين , خاملي الهمة عديمي الطموح , ممن صغرت نفوسهم عن إدراك مراقي السعود ومراتب الكمال , فاكتفوا بتتبع الهنات , والتقاط السقطات , والهمز واللمز كلما بدا لهم ذكر محسودهم !

والموفق : هو الذي ينظر إلى الجانب المشرق من كلام منتقده , فيستفيد منه ويصحح به مسيرته , فيكون له لا عليه .

إن سنة المضادة للحق سنة كونية , كما أن الاختلاف أيضا سنة كونية (ولا يزالون مختلفين... ) ,فلا إشكال في اختلاف الآراء حول فكرة معينة أو شخص معين, لأن كل شيء قابل للنقاش لكن ...!

يبقى المحكُّ والفيصل : هو إيمان الشخص بما عنده ,ويقينه بصدق ما لديه , وثقته الكاملة بمواهبه وقدراته , بعد هذا يهون كل شيء في سبيل ما نؤمن به , ونصدقه ونثق به وتزول العقبات وتتذلل الصعاب ,بل ونستلذ المتاعب من أجله, فيقر كل معاند بحقيقة ما كابر بسببه.

من أجل هذا كان السلاح الوحيد الذي تستطيع أن تنتصر به على جميع أعداء نجاحك , و لا تستطيع أي قوة في العالم أن تقف أمام طموحك هو : أن تؤمن بك!

****

( قال الزمان)

إذا أردت أن تتحاشى النقد , فلا تعمل شيئاً , ولا تقل شيئاً , ولا تكن شيئاً

(لحن الجمال)

وإذا أتتك مذمتـــــي مــــن ناقــــــصٍ

فهــــي الشهــــــادة لــــــي بأني كاملُ

(بين قوسين)

(إذا ركلك الناس من الخلف فاعلم أنك في المقدمة) مثل فرنسي

20/7/2008م

سعد بن ثقل العجمي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

www.rabeakazema.com

alajmi85@yahoo.com